[ كتب هذه المقالة/الرسالة بيرتراند راسل وهو فيلسوف وعالم منطق ورياضي ونشرت في مذكراته في الستينات.
ترجمتها بعد أستمعت لحوار الضيوف في غرفه فتحتها على تطبيق كلوب هاوس بعنوان لأجل ماذا تعيش؟
أتمنى أن تنال على اعجابكم. يسعدنا سماع آرائكم واقتراحاتكم، وانتقاداتكم طبعاً
-مرام ]
شغفت في ثلاثة أمور لكن رغم بساطتها غمرتني وتحكمت بحياتي. وهي البحث عن الحب، والبحث عن المعرفة، والشفقة _التي لا تطاق_ على معاناة البشر، ترامت بي هذه المشاعر كالرياح العاتية بشكل عشوائي، في مسار متقلب، فوق محيط عظيم من العذاب. ووصلت بي إلى حافة اليأس.
بحثت عن الحب أولاً، لأنه يثير النشوة، نشوة رائعة للدرجة التي كنت مستعداً للتضحية بكل ما تبقى من حياتي للتمتع ببضع ساعات منها.
بحثت عن الحب بعد ذلك لأنه يخفف من شعور الوحدة. تلك الوحدة الفظيعة التي ينظر فيها وعي المرء المرتبك من على حافة العالم إلى هاوية هامدة بلا حياة ولا يدرك غورها. ثم بحثت عن الحب أخيراً، لأني وبشكل صوفي مصغر رأيت في وحدة الحب نبوءة الجنة التي تخيلها الشعراء والقديسين. ذلك ما سعيت إليه، وعلى الرغم من أنه قد يبدو كثيراً على حياة الإنسان، إلا أنه ما وجدته أخيراً.
وبشغف مساوٍ سعيت للمعرفة. وتمنيت فهم قلوب الرجال. ولماذا تلمع النجوم؟ وحاولت أن أفهم النظرية الفيثاغورية التي يتحكم فيها الرقم بين أضلاع المثلث. حققت القليل من ذلك، ولكن ليس بالكثير.
الحب والمعرفة، قاداني بقدر ما يمكنهما، إلى الأعلى نحو السماء. ولكن الشفقة تعيدني دوماً إلى الأرض. صرخات الألم تتردد أصداؤها في قلبي. الأطفال الجوعى، ضحايا تعذيب الطغاة، المسنون العاجزون الذين أصبحوا عبئاً على أبنائهم، وعالم بأسره من الوحدة والفقر والألم، يسخر مما ينبغي أن تكون عليه الحياة البشرية، اتطلع للتخفيف من هذا الشر، لكنني لا أستطيع، وأنا أيضاً أعاني.
كانت هذه حياتي. التي وجدت أنها تستحق العيش، وسأعيشها بكل سعادة مرة أخرى، لو أتيحت لي الفرصة.
تحرير:
إبراهيم آل سنان